مياه آسنة تهدد بكارثة صحية في دوحة الشويفات: وتحذيرات من تفشي الكوليرا وأمراض جلدية خطيرة

التحري | مريم مجدولين اللحام | Saturday, July 2, 2022 5:32:00 PM
مريم مجدولين اللحام


مريم مجدولين اللحام - التحري

تخشى عشرات العائلات في دوحة الشويفات، منطقة 38 شارع 41 تحديداً، تفشي مرض الكوليرا وسم الكبد والحساسية المُفرطة. وشهادات مخيفة زودها سكان المنطقة لموقع "التحري" رافعين الصوت حول ما يعانونه من أزمة كبيرة في مياه الاستخدام جراء تسرّب مياه الصرف الصحي الآسنة إلى الخزان الجوفي المستنزف من الأساس؛ وخزاناتهم بعد ذلك، بسبب نقص البنية التحتية واهمال البلدية وتغاضي المعنيين عن الأمر.

"حشرات ورائحة لا تُطاق، كما لو أننا نقطن في المجرور نفسه، المياه لا تصلح حتى لأعمال التوظيف المنزلية" بهذه الكلمات عبّرت إحدى ربات المنزل عن معاناتها. وقالت لـ"التحري"، إنها مع عدد من سكان الحي الذي تسكنه، أطلقوا عدة نداءات، خلال الفترة الماضية، من أجل حل الموضوع لكن من دون جدوى. وتابعت "حاولنا التواصل مع المجلس المحلي أكثر من مرة لكن دون أي فائدة، والجمعيات البيئية كذلك غائبة عن معاناتنا، وكلّ ما نطلبه هو أن يتمّ ربط المجرور بالمجرور الرئيسي أو جرّ هذه المياه الآسنة بعيداً عن مياهنا. مناعة أطفالنا باتت معدومة والأطباء يحذروننا من الإصابة بمرض الكوليرا. المعنيون يتقاذفون المسؤولية، تارة يقولون لنا أن بلدية الشويفات مسؤولة وطوراً يخبروننا أن حقوقنا عند مؤسسة مياه جبل لبنان: من هالك لمالك لقباض الأرواح".

رائحة المياه التي تصل الى المنازل تزكم الأنوف بسبب الملوّثات التي تحملها، نرى بأعيننا بقعاً من الزيت تطفو على سطح المياه ان تم تعبأتها في أسطل، وحشرات نافقة. يؤسفنا القول بصريح العبارة أن رائحة المياه "كرائحة البول" و98% من السكان يخافون الاستحمام بها ومنهم من عانى من أمراض جلدية خطيرة بسبب تلوثها وارتفاع مستوى البراز فيها.

وبعد تسجيل حالات تسمم وإصابات بأمراض معوية وجلدية خطيرة، لجأ الأهالي إلى فحص المياه في مختبر خاص وجاءت النتيجة بأن هناك تلوث بكتيري وصناعي بنسب عالية في مياههم. أرسلوا التقارير إلى المعنيين إلا أنّهم ووجهوا بمماطلة حقيقية وتسويف وقلة مسؤولية. ورغم أن دوحة الشويفات من المناطق التي تشهد استقراراً مطرياً بشكل سنوي، إلا أنّ حجم الاستفادة منه في تغذية الآبار الجوفية قليل للغاية، في ظل ضعف مشاريع البنية التحتية والعرقلة المتكررة لهذه المشاريع ضمن سياسة بلدية لا تأبه لمصالح السكان.

هذا وقد حذر العديد من الأطباء، من مخاطر استمرار تدهور شبكات المياه في دوحة الشويفات وعدم إجراء الصيانة اللازمة لها بشكل دوري مما يُهدد بظهور بعض الأمراض والأوبئة التي ستصعب مواجهتها في ظل الانهيار المتواصل للمنظومة الصحية في البلاد وتدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار في الآونة الأخيرة. أحد هذه الأمراض هي الكوليرا حيث أن هناك صلة وثيقة بين سريان الكوليرا وقصور إتاحة إمدادات المياه النظيفة والمرافق الصحية وهناك حالات اسهال كبيرة يعاني منها سكان هذا الحي تحديداً، وهو أمر يحتاج إلى تدخل فوري قبل فوات الأوان.

ومن بين الإجراءات المطلوبة فوراً والتي تحتاج إلى تمويل ولهذا "الملف متروك"، صيانة شبكات توزيع المياه وتجديد الأنابيب المهترئة وإقامة مرافق لمعالجة المياه (بالكلور)، وإنشاء شبكات لتصريف مياه المجارير على نحو مأمون، بما فيها مياه المراحيض.

فهل من مستجيب؟

بحث

الأكثر قراءة