خاص
رصد
أمن وقضاء
أخبار مهمة
اقتصاد
كريبتو
رياضة
فن
ملف الترسيم.. "عقدةٌ حكوميّة" مستترة
المحلية |
عبدالله قمح
| Saturday, November 27, 2021 3:00:03 AM
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
هل عرقلة اجتماعات مجلس الوزراء تستبطن رغبةً في ممارسة ضغط في موضوع ترسيم الحدود البحرية، لدفع جهات محلية إلى التراجع عن تعنّتها حيال رفض الإقتراح القاضي بالقبول بخط "هوف" مقابل السير به؟ هذا السؤال احتلّ سلم اهتمامات المعنيين بالملف غداة خروج النقاش حوله إلى العلن.
"لم يطرأ أي تطوّر استثنائي على طبيعة حضور الملف على الساحة ولم يبلّغ الجانب الأميركي نظيره في بيروت أي تطوّر مماثل"، هي خلاصة موقف المصادر المتابعة للملف. فلماذا خرج فجأةً الحديث حول "المخارج المقترحة للترسيم" من الكواليس السياسية إلى دائرة الإهتمام العلني؟ وواكب ذلك بالحديث حول موعد مفترض لزيارة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين إلى بيروت. حتى الآن ما من موعدٍ رسمي قد طُلب تحديده للزيارة، باستثناء أجواء بثّتها السفارة الأميركية حول تحضيرات يجريها عاموس للعودة إلى بيروت، وتراها مصادر متابعة للملف "طبيعية، لكونه زار تل أبيب مؤخراً. ويُفترض أن يزور بيروت تباعاً لعرض ما توصّل إليه عند العدو". بالتالي، الصورة المبنية تقوم على "تقديرات أكثر من كونها معطيات أو تحديد تواريخ يوحيان بزيارة".
هذا يقود إلى بروز دورٍ ما لجانب لبناني يسعى إلى تسويق نظرته حيال الملف أي النظرة التي تتلاقى مع رؤية الموفد الأميركي، من خلال سياسة طرح الملف عبر الإعلام ، تقود إلى ممارسة ضغطٍ هادف ومقصود صوب كتل سياسية محددة. وللتذكير، يمكن اختصار هذه النظرة بفكرة التموضع في النقاش ضمن الخط 23 وما خلفه وليس 29 الذي سقط عملياً من حسابات الساسة ، بضربةٍ قاضية عمادها المواقف الصادرة وتلك المُضمرة عن الرئاسات الثلاث. في معرض هذا الكلام يأتي الإهتمام الأخير. فالمطلوب من الساسة اللبنانيين "توطئة" لظروف إبرام الإتفاق وفق قاعدة التراجع إلى خط "هوف"، بوصفه السبيل الأفضل والأقلّ تكلفةً لتمكين لبنان من بلوغ مسار التنقيب، مع إضافة يسوّق أطراف لبنانيون لها، بأن عاموس يقوم على حلّها، وتتعلق بالسماح للبنان بنيل مساحة تضمن له الحصول على حقل قانا"، ما يعني أن سقف لبنان النهائي يمكن في الخط 23، أي عملياً التخلّي عن 1430 كيلومتراً مربعاً من الحقوق!
تحت وجهة النظر هذه أتى النشاط الداخلي. ثمة فريقٌ بات يقوده "حزب الله" على نحوٍ واضح، يرفض التراجع إلى "خط هوف" ومنح العدو الإسرائيلي كمياتٍ من البحر تقدّر بمئات مليارات الدولارات. هذا الفريق، يقف خصماً أمام فكرة نقاش مسودة هذا الطرح على طاولة مجلس الوزراء. وكما بات معلوماً، إنضاج أي حلّ يلامس "رؤية عاموس" يحتاج إلى اجتماعٍ لمجلس الوزراء. لذلك، ثمة من يعتقد أن "نسف" إمكانية إحياء مجلس الوزراء عبر افتعال اشتباكات سياسية جانبية مستولدة عن الخلاف الأساس، يقف خلفها عملياً "كونسورتيوم السلطة"، وله هدفٌ واحد هو ممارسة الضغط في مجال إمرار تعديلات على مواقف تلك الأحزاب ما يمهّد لانتزاع موافقة على أي مقترح يجري عرضه لاحقاً. في مقابل ذلك، تعتقد أطراف مستقلة أن "تعليق" عمل الحكومة، يفيد القوى المعترضة على إنجاز أي اتفاق يتعارض ورؤيتها للحلّ ايضاً، وهي بالتالي تستفيد من الأزمة الحالية في شأن تعزيز موقفها. وتراهن على إشارة هوكشتين من أنه ينوي تأمين اتفاق قبل آذار أو موعد الإنتخابات النيابية، لتراكم على هذه الفرضية من أجل نيل أقصى ما يُمكن عبر الضغط.
ولعلّ هذا الجانب، يستفيد من اقتراب استحقاقات داهمة بالنسبة إلى العدو الاسرائيلي، أولّها حلول موعد الحفر في شمال "حقل كاريش" والمتوقع في شهر آذار المقبل مع استقدام الباخرة المتخصصة بإنجاز هذا العمل. العدو هنا، يريد "تصفير" المشكلة مع لبنان عبر تأمين اتفاق "يُحرّر" الحقل "المتنازع عليه" وفق الأدبيات اللبنانية من أي مخاطر، تحديداً خطر "حزب الله" الذي يصرّح مسؤولوه وعلى رأسهم الأمين العام السيد حسن نصرالله، بأنهم لن يسمحوا للعدو بالتنقيب عن الغاز في المنطقة المتنازع عليها. بقاء خطر "حزب الله" من خلال عدم تأمين اتفاق مع الدولة اللبنانية، يعني إستقدام الشركة للعمل في ظروف غير عادية، قد يدفعها أي تطور مهما بلغ حجمه في المستقبل إلى مغادرة المنطقة بوصفها "غير آمنة".
من هنا، يستغلّ "عاموس" الإتفاق، ويستعجل الأميركيون إرسال وفودهم إلى بيروت على نيّة ممارسة الضغط على السلطة السياسية من أجل تمرير الإتفاق. من هنا كان تأكيدٌ من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون، عقب لقائه بوفد الكونغرس الأميركي على "تطلع لبنان لاستئناف المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود"، على الرغم من أن هذا الموقف وصفه مصدرٌ متابع بأنه "يُعاكس رؤية عاموس القائلة بنسف المفاوضات المباشرة مقابل إطار جوّال يقوده بنفسه". في المقابل، تتعامل الولايات المتحدة بطريقة توحي بأنها باتت تربط بين ملفي ترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي و استجرار الغاز و الطاقة من الأردن، بحيث باتت تستخدم الثاني من خلال التلكؤ عن إصدار الإستثناءات اللازمة من قانون "سيزر" إلى الشركات في كلّ من البلدين، إنتظاراً على ما يبدو لصدور تنازلات من الجانب اللبناني بالنسبة إلى الملف الأول!
بحث
الأكثر قراءة
1
اشتعلت مباراة "الحكمة والرياضي"... إنتصار بيروت خلط كلّ الأوراق!
2
قبل مواجهة الحكمة والرياضي... إليكم ترتيب بطولة لبنان!
3
قبل ساعات على مباراة الحكمة والرياضي... إليكم ما يجب معرفته!
4
آخر جولة من بطولة لبنان لكرة السلة... إليكم جدول المباريات!
5
نجل المدرب سوبوتيتش إلى الواجهة... وما علاقة النادي الرياضي؟
6
بخمسة أهداف نظيفة... إنهيار المنتخب اللبناني أمام أستراليا!