فرضيات عدة لاحتراق منشأة الزهراني... ما علاقة إيران؟

التحري | فتات عياد | Monday, October 11, 2021 1:45:53 PM
فتات عياد


يبدو أن حريق مرفأ بيروت، وهو ثالث أكبر انفجار كيميائي في العالم، لم يكن رادعاً كافياً أمام منظومة اعتادت القتل والاستهتار بحياة اللبنانيين، حتى لو على شكل مخاطرة بجريمة كحريق مفتعل لطمس المزيد من الجرائم، لتنسحب جرائم المنظومة، على مزيد من الجرائم!

وفي التفاصيل، وعلى عكس ما صرّح به زير الطاقة وليد فياض، يبدو أن أسباب الحريق الذي اندلع اليوم في خزان البنزين الذي احترق في منشآت النفط في الزهراني، والذي يعود للمخزون الخاص للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، لم يكن -خطئاً في نقل البنزين منه لأنه مائل، علما أنه مائل منذ سنوات ولم يشتك من ميلانه أحد- بل لطمس حقيقة تهريب كميات من البنزين منه على مدى أشهر، تزامناً مع رفع الدعم عن مادة البنزين وشحها في السوق!
فرضيات عدة... أحلاها مر!

وهناك فرضيات عدة تصب جميعها في خانة الحريق المفتعل، أبرزها التغطية على سرقة النفط من منشأة الزهراني لأشهر، بحيث ارتأت اليد التي امتدت لكميات البنزين العائدة للجيش والقوى الأمنية، طمس جريمة السرقة هذه، إذ هكذا لا يمكن معرفة كمية البنزين المسروق، ولو تسبب الحريق بهدر الكمية حرقاَ، ولو تسبب بانفجار كبير وأودى بأرواح الكثيرين!

ولا يمكن وضع هذه الفرضية إلا في سياق بيان صادر عن الجيش نفسه منذ أيام، كان قد أعلن فيه تقديم 6 مليون ليتر من مادة الغاز أويل لـ"مؤسسة كهرباء لبنان" لإعادة تشغيل محطتي دير عمار والزهراني لتوليد الطاقة، بعد توقفهما بشكل كامل ودخول البلاد في ظلام دامس. أي أنه، وفي وقت أعاد فيه الجيش تشغيل المعملين، كانت هناك أياد خفية ترسل له رسالة عبر إحراق أحد خزاناته من البنزين، استهدافا لاحتياطه من الوقود، إشارة لمساعدته إعادة تشغيل مؤسسة كهرباء لبنان، التي يبدو أنها أزعجتها!

وهذه الفرضية تنقلنا إلى فرضية أشد خطورة، وهي عدم رغبة أحد الأطراف النافذة في منطقة الزهراني، إعادة تشغيل معملي دير عمار والزهراني، بمعنى آخر، إغراق لبنان في العتمة الكاملة وإبقاء شبكة الكهرباء خارج الخدمة، ما يتزامن مع إعلان ايران رغبتها إنشاء معامل كهرباء في لبنان، هي التي دخلت سوق المنافسة في لبنان، عبر المازوت.

وما يعزز هذه الفرضية، هو أنه وعلى الرغم من إقرار سلف لتشغيل المعامل، ورغم دخول النفط العراقي إلى لبنان، لم ترتفع ساعات التغذية الكهربائية، بل أن الشبكة توقفت بالكامل لولا تبرع الجيش لها بالغاز أويل، وهي رسالة مبطنة إلى أنه "ممنوع" إضاءة لبنان من الآن وصاعداً، تمهيداً للقبول بالعرض الإيراني!

بحث

الأكثر قراءة