مليون دولار لترميم السراي الحكومي.. والعلة بساكنيه لا بجدرانه!

حقوق الناس | | Saturday, September 18, 2021 10:17:51 PM


فتات عياد - التحري

يوم انفجر مرفأ بيروت وفي عز المأساة التي حلت بالمدينة، وبينما كان الكثيرون يصارعون تحت الأنقاض، وآخرون يتوسلون الإسعاف والمساعدة، تصّدر خبر إصابة زوجة وابنة رئيس الحكومة حسان دياب بعض المواقع الإخبارية، نظرا لسكنهما وتواجدهما في السراي الحكومي الذي تعرض لأضرار بدوره، كان يمكن لها ان توصف بالجسيمة، لو لا فداحة الكارثة وحجمها!

وابواب السراي التي طارت على وقع العصف الذي حل بالمدينة، والأثاثات التي تصدعت، لم تكن شيئا في بحر مأساة اللبنانيين وجراحهم، فالحجر ليس مهما، لكن في لبنان، الحجر دوما اهم من البشر، ولو على حساب العدالة...

وفي أوج اشتباه المحقق العدلي برئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب، وطلبه الى التحقيق بتهمة جرم القصد الاحتمالي لتبلغه تحذيرا بوجود كمية كبيرو من نيترات الامونيوم في مرفأ ببروت وتلقيه اتصالا من وفيق صفا، أثناه عن زيارة المرفأ، تبرعت دولة اذربيجان بمنحة بقيمة ٩٩٩٩٧٠ ألف دولار لترميم السراي، أي حوالي مليون دولار.
ولا ضرر بإصلاح السراي فهو مؤسسة رسمية أولا وآخرا وليس ملك دياب او غيره.
لكن الغريب بالأمر أن مليون دولار هو رقم ضخم جدا قياسا بكلفة الاضرار التي حصلت للسراي. والسؤال هنا، من الذي قدر حجم الاضرار وقام بمسحها؟ هل هي الهيئة العليا للإغاثة والتي مرت الأموال عبرها؟ واذا كانت الهيئة، فإنه من المعروف الجهة التي تمثلها، فهل يفهم هذا أن بعض رؤساء الحكومات السابقين يتصرفون كما لو أن السراي ملك لهم، وهو في حالة "إيجار" اليوم؟؟!!

لكن القصة لا تنتهي هنا، فمصرف لبنان هو الجهة التي تتسلم الهبات، لكن هيئة الإغاثة تتحدث عن ما يوازي المليون دولار بالليرة اللبنانية وفق الدولار الرسمي، اي ال١٥٠٠ ليرة، اي ما يعادل 1507454000 ليرة لبنانية، فهل استقبل المركزي الهبة بالدولار وأعادها بالليرة؟ وماذا فعل بفارق السعر فيما قيمة الدولار الحقيقية في السوق توازي ١٥ الف ليرة؟؟
من جهة أخرى، وحتى لو افترضنا ان قيمة المبلغ وصلت بالليرة للهيئة العليا للإغاثة، فهو يبقى مبلغا ضخما مقارنة بحاجة السراي للترميم، في عز انهيار الدولة وتحول غالبية الشعب الى طبقة الفقراء، والأكثر فقرا!

من هنا، يحق للبنانيين ان يسألوا كيف صرفت الأموال؟ وهل وصلت كلها في عهد دياب ام بقي منها لعهد ميقاتي؟ هي اسئلة برسم ساكني القصر المتناوبين على كرسي الرئاسة الثالثة. سيما وان التبذير والاسراف والهدر، كلها امور يحق للبنانيين محاسبة مسؤوليهم عليها، وفي حين يؤخذ إصلاح الحجر مطية لصرف الأموال الهائلة، فإن " الحجر لو كان بيحكي" لكان بكى لحال بيروت، وثار على مرمميه، ولاستحالت قصور الرؤساء في لبنان، حجارة تتطاير على رؤوسهم!!!!

بحث

الأكثر قراءة