التغلغل الفارسي في لبنان: نمو صادرات ايران السلعية إلى بلاد الأرز بنسبة 266% خلال 5 أشهر

التحري | مريم مجدولين اللحام | Wednesday, September 8, 2021 5:42:05 PM
مريم مجدولين اللحام


مريم مجدولين اللحام - التحري

يتعدى طموح إيران السيطرة على القرار السياسي في لبنان بل إنها تسعى لتفتح البلاد سوقاً استهلاكياً تحتكر فيه السلع وتصرّف فيه منتجاتها "الممنوعة من الصرف". تحوّل لبنان إلى رئة يتنفس منها النظام السوري من جهة، وايران من جهة أخرى... إذ كشف فرزاد بيلتن، مدير مكتب الشؤون العربية والافريقية بمنظمة التنمية التجارية الإيرانية، عن نمو الصادرات السلعية لبلاده إلى لبنان بنسبة 266% في أول 5 شهور من السنة المالية الجارية. الأمر الذي لا يهدد لبنان بالعقوبات الأميركية فحسب بل يُنذر بضرب العلاقات التجارية مع البلاد العربية.

فللممارسات الاستغلالية هذه، التي تقوم بها أذرع إيران في لبنان، انعكاسات حتمية ضارة، وأقل ما يمكن قوله أن اللبنانيون يغذون احتلالهم الإيراني "قسرياً"!

وفي التفاصيل، لفت المسؤول الإيراني إلى أن هذا النمو هو من الفترة الممتدة بين 21 مارس الماضي، حتى 20 أغسطس الماضي، على أساس سنوي. وأفاد فرزاد بيلتن بأن "حجم التبادل التجاري مع لبنان خلال الشهور الخمسة الأولى لامس 20 مليون دولار، حيث بلغت صادرات إيران نحو 12.7 مليون دولار، في مقابل استيراد 7.5 مليون دولار من لبنان".
كما أعلن أن حجم الصادرات الى لبنان سجل زيادة من ناحية القيمة بنسبة 266%، ومن ناحية الكمية 677%، وشملت سلعا منها قضبان الحديد، والزجاج، والفستق، والقماش، والبوليسترين، وغيره".

وفيما لا يزال المشهد يكتنفه الكثير من الضبابية، لا سيما فيما يتعلق بهوية الشركات والمستوردين الذي يغرقون الأسواق اللبنانية بمنتجات الدولة الإسلامية، تواصل ايران بناء الفضاء التجاري الخاص بها في المناطق التي يسيطر عليها الثنائي الشيعي تزامناً مع الشح الحاد في العملة الصعبة والأزمة الإقتصادية التي تشهدها البلاد. والملاحظ، أنه قد بدأت تقل المنتجات العالمية المعروفة والموثوقة وتكثر المنتجات الإيرانية التي لم تكن موجودة في الأسواق قبل الأزمة. وبسبب ارتفاع نسب الفقر والعوز، وتقلص مستوى الدعم الإنساني الممنوح للبنانيين من قبل منظمات الإغاثة العالمية والمحلية، يشجع البعض شراء مواد أرخص "أينما صُنعت" و"مهما اختلفت جودتها" فارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية وانتشار آفة الإحتكار والفساد بين التجار حيث لا حسيب أو رقيب، قد أثر بشكل سلبي على مصادر رزق غالبية المواطنين اللبنانيين، الذين ضعفت قدرتهم الشرائية إلى حد باتوا لا يكترثون "للصورة الأكبر" أو لما في أرقام الاستيراد من إيران "تغلغل" مشكوك به.

في الختام... أول الهيمنة: إحكام القبضة على الأسواق. "فأعدّوا".

بحث

الأكثر قراءة