حزب الله يوزع على جمهوره حصراً: "بطاقة الوعد الصادق الخاصة بنفط الجمهورية الإسلامية الإيرانية" وهي ليست مجانية!

التحري | مريم مجدولين اللحام | Sunday, September 5, 2021 1:57:43 PM
مريم مجدولين اللحام


مريم مجدولين اللحام - التحري

في جديد سيناريوهات شراء الذمم الانتخابية وتخدير المناصرين، وزع حزب الله بطاقات استفادة حصريّة مدوّن عليها عبارة "بطاقة الوعد الصادق الخاصة بنفط الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وهي عبارة عن "بونات عالسعر المدعوم" يتم إعطاؤها حصراً لأشخاص معينين في الدوائر التابعة انتخابياً للثنائي الشيعي، مقسمة بين كارتيل أصحاب مولدات الكهرباء "الحزبيين" الذين ينتهزون فرصة غياب الإمداد من مؤسسة كهرباء لبنان، وبين الأفراد المنظمين في حزب الله وبعض من يريدون استقطابهم من حركة أمل أصحاب المؤسسات الخاصة.
هي ليست بطاقات لوقود مجاني بل "آلية لتنظيم البيع" تخوّل حاملها شراء الوقود المستقدم من إيران على السعر المدعوم وعلى حسب الكمية المحددة على البطاقة، على أن يستفيد الفرد من 20 ليتر للسيارة وصاحب المولد من 2000 ليتر وصاحب المؤسسة أو "التراكتور" من 60 ليتر.


وبما أن ليس لنصرالله أي "علم ماذا يحدث في مرفأ بيروت بالمقارنة مع مرفأ حيفا" كما زعم، يؤكد الحزبيون الذين يعملون على توزيع "بطاقة الوعد الصادق" أن ناقلات النفط التي يشحنها الحرس الثوري الإيراني لصالح حزب الله ويبيعها إياها في المياه لن ترسو في لبنان وأن حمولة البواخر ستُنقل بصهاريج بيضاء اللون إلى نقاط البيع بعد تفريغها في أحد الموانئ السورية.

أما نقاط البيع فقد حُدد منها المحطات المحسوبة على حزب الله كمحطات الأمانة والأيتام وعلى أن يقدم جزءاً من حمولة الباخرة هبة إلى وزير الصحة، التابع لفريق حزب الله، تاركين أمر توزيعها له على المستشفيات الحكومية ودور الرعاية، وهو الوزير الذي لا ينتظر اللبنانيون منه إلا استنسابية في التوزيع على غرار توزيعه للأسقف المالية التي حددها "عالية" للمستشفيات التي تدور في فلك هواه الحزبي بالمقارنة مع الأسقف المالية "المحدودة" التي حددها لمستسفيات بيروت والمتن.


وأمام أزمة التهريب الحادة التي حوّلت لبنان، إلى رقعة جغرافية مستباحة يحصد فيها حزب الله ما قيمته مليارات من الدولارات، استطاع حزب الله التنصل إعلامياً من "منظومة الحصار والتهريب" عبر الظهور بدور المُنقذ في حين أن الواقع يقول أن المثل البيروتي "من دهنه سقّي له" ينطبق هنا، بحيث سيتم انقاذ "البيئة الحاضنة" من "كيسهم" وتحديداً من المواد المخزنة أو المفقودة في معادلة مادة المحروقات المدعومة والتي تم تهريبها سابقاً وعلى امتداد فترة سنة على الأقل إلى مواقع حزب الله في سوريا أو أماكن تخزين له في لبنان. لا بل إن حملة البطاقة سيدفعون ثمن المواد المنقذة! "تجرة" على حساب تعويم حزب الله.
كما أن هناك من يُرجح أنه ليس هناك من ناقلات نفط أصلاً، بل سيعاد الوقود المسروق من الشعب أجمع إلى جماهيره فقط، بخاصة أن الناقلات حتى الآن يسود حولها "سرية مريبة".

صور لعدادات جديدة بنيّة اللون وصهاريج بيضاء، يتم تسريبها للمناصرين لتأكيدا لسيناريو مفاده أن حزب الله سيقوم ما بوسعه لإدخال الوقود الإيراني إلى مناطقه، ولو ليس عبر المرفأ اللبناني على تخريجة "الدواعي الأمنية" كما أنه البطل الذي سيُحارب "المنظومة الحاكمة العميلة" التي "تحاصر الشعب" على حد تعبيرهم.


وهنا لا بد من الإشارة إلى أن حزب الله قد استفاض هذه المرة بموضوع الحملة الإعلانية وحفل الاستقبال الخاص بناقلات النفط إلى حد انتاج أفلام قصيرة وأناشيد وكتابة مقالات يومية، زرعت في نفوس الناس خيالاً أن "حل أزمة الطوابير" قادم وأن إيران "المخلّصة" ستنقذ الشعب اللبناني أجمع من الذل الذي تسبب به "الحصار الأميركي وعملاءه في لبنان" على حد تعبيرهم. وهو فعلياً قد كبّر عن غير قصد توقعات الناس ورفع من الآمال إلى حد لا يمكنه تلبيته فعلياً. واليوم يقف الحزب مأزوماً بل وقع في حفرة حفرها لنفسه. فالكل يعلم أن هذه الناقلات لن تكون حبل النجاة ولا العصا السحرية المنتظرة التي ستخفف النقص الحاد الذي يعاني منه لبنان. ناهيك عن كونها تعزز التفرقة والفيدرالية والتقوقع المذهبي ولا تقوم إلا بعزل البيئة الداعمة له عن لبنانيتهم.
"وعد صادق" لا صدق فيه.


وفيما يلي الصور التي يوزعها حزب الله على المناصرين حصرا على انها الصهاريج والعدادات التي سيتم استخدامها في نقل الوقود من سوريا إليهم:

بحث

الأكثر قراءة