مسؤول غير مسؤول

التحري | | Saturday, March 2, 2024 10:55:48 AM


بعد التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية اللبناني، التي تحدّث فيها عن استعداد لبنان للحرب، يثير دبلوماسي لبناني سابق تساؤلات مهمّة حول الأساس الذي يستند إليه موقف ما يُسمّى وزير خارجيّة لبنان و مدى تطابقه مع الواقع اللبناني الراهن. هذه التصريحات تؤكِّد أنّ الوزير لا يمتلك استقلاليّة قراره، فهو يُعتبر بمثابة "صندوق بريد" لحزب الله، بدلاً من أن يعكس بشكل حقيقي السياسة الخارجية للدولة اللبنانية.

يطرح الدبلوماسي تساؤلات حول الهدف من هذه التصريحات:

أولًا، من الضروري التساؤل عمّا إذا كانت هذه التصريحات تعكس بالفعل الوضع العام في لبنان، بما في ذلك الواقع الاقتصادي، الاجتماعي، و السياسي الذي يمرّ به البلد. لبنان، الذي يعاني من أزمات خانقة، وضعه حرج، حيث تتداخل التحدّيات الداخليّة مع التوتّرات الإقليميّة، ممّا يجعل من الصعب فهم كيفيّة استناد وزير الخارجية إلى فكرة الاستعداد للحرب كموقف رسمي للدولة.

ثانياً، تطرح هذه التصريحات تساؤلات حول الدور الذي يؤدّيه وزير الخارجيّة؛ هل هو يعكس موقف الدولة اللبنانية بأكملها أو أنّ تصريحاته هي تمثيل لمصالح حزب الله؟ هذه النقطة تحديداً تستدعي مراجعة لكيفيّة توازن السياسة الخارجية اللبنانية بين المصالح الوطنيّة العامّة و علاقات لبنان التاريخيّة. فموقف المسؤول غير المسؤول يُظهر سيطرة الحزب الكاملة على سياسة الحكومة، فقرار الدولة اليوم مزوّر و مخطوف.

في هذا السياق يخلُص الدبلوماسي السابق أنّه أصبح من الأهميّة القصوى أن يقوم المسؤولين في لبنان بإعادة تقييم للتداعيات المحتملة لمثل هذه التصريحات الغير مدروسة، و ضرورة التركيز على مصلحة الوطن أوّلا و البحث عن حلول سلميّة تحافظ على استقرار لبنان و سلامة أراضيه. إنّ الأولويّة يجب أن تكون لتأمين مستقبل البلاد و شعبها بعيداً عن رهانات خاسرة على صراعات مدمِّرة لا تؤدّي إلّا إلى تعميق الأزمة اللبنانية و إضعاف موقعها على الساحة الدولية.

بحث

الأكثر قراءة