الديار

في اتجاهات ثلاثة توزعت اهتمامات الصالونات السياسية اللبنانية. داخليا، رصد لنتائج زيارة الموفد الاميركي لشؤون امن الطاقة آموس هوكشتاين "السائح" بين الروشة وبعلبك،حيث شاهد "التحف التاريخية" والجنوب، ساعيا إلى خياطة قطبة مخفية اختلفت الاراء إلى حد التعارض حول ماهيتها، من جهة، ومتابعة حثيثة للضيف الايراني حسين امير عبد اللهيان، القادم من دمشق بعد زيارة الرياض منذ ايام، محمّلا بمواقف دبلوماسية "ناعمة" من وحي لقاءاته في المملكة العربية السعودية،من جهة ثانية، وبين المحطتين، دوليا، العين على مجلس الامن ونتائج قرار التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة جنوب لبنان.


اللافت في المشهد، انه على طرفي النقيض اللبناني اجتمعت واشنطن وطهران، على ارض الخلافات اللبنانية الخصبة، حيث التقى الضيف الاميركي مع سفيرة بلاده دوروثي شيا، على فنجان قهوة ومنقوشة، دردشا وناقشا ملف لبنان بكل تشعباته، من على صخرة الروشة، قبل ان ينطلق كبير مستشاري الرئيس جو بايدن في جولته على القادة اللبنانيين طارحا بين المعلن و"المخبى"، سلسلة من الملفات، وغطاها دخان اعلان السفارة الأميركية، التي نشطت تغريداتها، على منصة"x" ،متكفلة التغطية الاعلامية للزيارة، أن لقاءات هوكشتاين هدفت لمتابعة اتفاق الحدود البحرية التاريخي الذي جرى التوصل اليه في تشرين الأول 2022 والبحث في المجالات ذات الاهتمام المشترك الإقليمي، وهنا بيت قصيد الرحلة "السياحية".




مصادر سياسية متابعة للزيارة توقفت عند مجموعة من المعطيات ابرزها:

- العشاء الودي والعائلي اللافت شكلا في منزل قائد الجيش العماد جوزاف عون،حتى لجهة الحضور، ما أعاد إلى الاذهان زيارة قائد القيادة الوسطى إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي عام ٢٠١٧،رغم ان مصادر اليرزة دعت إلى عدم المبالغة وبناء السيناريوهات الخيالية.

- اللقاء الذي شهده مكتب رئيس الحكومة في السراي لجهة الحضور والتمثيل.

- اللقاء الذي جمعه إلى نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وضيوفه، في احد المطاعم المتنية، وسط غمز من أن مهمة الوسيط الاميركي انحصرت هذه المرة بإبلاغ المعنيين رسالة تتعلق بالانتخابات الرئاسية اللبنانية، ورفع الولايات المتحدة الأميركية لفيتو يفترض انه كان مفروضا على احد الأسماء.

- تأخير صدور قرار التمديد للقوات الدولية، بعدما شهد ربع الساعة الأخيرة طرح يقضي بتفكيك الخيم الثلاث مقابل إسقاط صيغة القرار وفقا لعام ٢٠٢٢،قبل أن تسقط واشنطن ودبي المحاولة، بموافقة ضمنية من موسكو.

- تقصد السفارة الأميركية توسيع مروحة زيارته السياحية، للتأكيد اولا، على استقرار الوضع الأمني، وثانيا، الرد على رسائل التهديد التي وصلت منذ مدة إلى عوكر والسفيرة شيا بالتحديد.

عليه، حققت الزيارة الأميركية هدفها وفقا للمطلعين، فشارك هوكشتاين المنتدى الذي كان مدعوا اليه، ناقلا رسالة غير رئاسية غير سمية من إدارته، لقيت تواجبا سريعا من المعنيين في محور المقاومة والتحرير، فعدل ابو مصطفى من خطابه بمناسبة تغييب الإمام الصدر هاجما إلى الأمام، ليتلقف الموقف رئيس التيار الوطني الحر من الكورة أملا بأن يكون لدينا رئيس في أيلول، قبل أن يحط برفقة الرئيس السابق العماد ميشال عون في زغرتا يوم الأحد.