إيران بقناع "الأم الحنون" تجول لبنان وسوريا: ماذا وراء ذلك؟"صور بعدسة التحري"

التحري | نيرمين ظاظا | Friday, January 13, 2023 10:13:33 PM


نيرمين ظاظا - التحري

في خضم العتمة وسواد الليل الحالك الذي يشهده لبنان، ووصول التقنين الكهربائي إلى ٢٢ ساعة يومياً، جاءت إيران بعرضٍ مُغرٍ يحمل الفيول ومصانع كهرباء، لكنه مشروط بالاتفاق مع الحكومة اللبنانية. وها هي ذاهبة غداً إلى دمشق مرحّبة بعلاقتها مع أنقرة بعد أن تسببت في قطعها لأكثر من عقد، لتكون هي وروسيا الداعم الوحيد للنظام السوري طيلة هذه المدة. وفي الوقت ذاته تأمل بفتح سفارتها في الرياض والعكس في محاولةٍ منها لإنعاش السلام بينها وبين السعودية.


إيران في لبنان

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له، وذلك اليوم الجمعة في بيروت، وبحضور السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، متحدثين عن الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

خلال هذه الزيارة، التقى عبد اللهيان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، للبحث في الأمور اللبنانية والشؤون الرئاسية.

الزيارة المُفاجأة أتت على خلفية تلبية لدعوة وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب حسبما قال عبد اللهيان فور وصوله إلى بيروت أمس، وذلك بهدف إجراء مشاورات ثنائية وإقليمية ودولية.


تقديم الدعم للتيار الكهربائي والسياسي

إما عن لبنان، فالدعم إليه مستمر من جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب والحكومة والجيش والمقاومة في لبنان، خصوصاً في قطاع الكهرباء.
وفي حال تم الاتفاق مع الحكومة اللبنانية، فإن إيران مستعدة لمد لبنان بالفيول وتأهيل مصانع الكهرباء وبناء مصانع جديدة، وذلك حسبما قال الوزير عبد اللهيان داعياً "بصيغة الجمع" التيارات السياسية للذهاب في طريق الحوار والاتفاق نحو انتخاب رئيس واستكمال العملية السياسية، مشيراً إلى قدرة التيارات السياسية اللبنانية على تعيين رئيساً للجمهورية وبكفاءة وبدون أي تدخل خارجي.


الجواب اللبناني

رداً على العرض الإيراني المُغري، قال بو حبيب "هناك محاولات جدية للاستفادة من المساعدات الإيرانية، وهناك عوائق واختلاف سياسي في لبنان وضغوط خارجية، لكن المحاولة قائمة ونحن متفقون مع الإخوان في إيران على استمرار هذه المحاولة"


التطبيع السعودي الإيراني

إقليمياً، أعرب عن أمل إيران في تطبيع العلاقات مع السعودية وفتح السفارتين في طهران والرياض، قائلاً "نحن نرحب بعودة العلاقات الطبيعية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية وصولاً الى افتتاح المكاتب التمثيلية او السفارات في طهران والرياض في اطار الحوار الذي ينبغي أن يستمر بين البلدين".


الترحيب بالمصالحات السورية- التركية

كما أن عبد اللهيان سيزور دمشق يوم السبت، مرحّباً باللقاءات بين شخصيات سورية وتركية بعد انقطاع دام ١١ عاماً.

حيث قال: "نحن سعداء بهذا الحوار الذي يجري بين سوريا وتركيا واللقاءات التي تجري بين مسؤولين هذين البلدين، ونعتقد ان هذا الحوار ينبغي أن ينعكس بشكل إيجابي في مصلحة هذين البلدين".

أتى كل ذلك بعد أول لقاء رسمي بين وزيري الدفاع السوري والتركي في موسكو آواخر العام الماضي، فيما أنه من المنتظر لقاء قريب بين وزيري الخارجية السوري والتركي.


المصالحات مشروطة عند الأسد

على المستوى الرئاسي، وفي اول تعليق للرئيس السوري بشار الأسد أمس الخميس، اعتبر أن اللقاءات السورية-التركية برعاية روسيا يجب أن تكون مبنية على إنهاء "الاحتلال"، أي التواجد العسكري التركي في شمال سوريا، "حتى تكون مثمرة"، وذلك في أول تعليق له على التقارب بين الدولتين.

مضيفاً أن الطريقة الأفضل لإيجاد مخرج لمسألة العلاقات السورية التركية تتمّ عبر الالتزام بمفاوضات أستانا حول سوريا التي ترعاها طهران وأنقرة وموسكو، مع "إعطاء دور للحضور السوري في هذا الحوار".


في حصيلة ما سبق ذكره، يبدو أن إيران تمد يد الصلح للدول الإقليمية ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لها، وتفتح آفاق السلام بين سوريا وتركيا، فهل تأتي هذه المساعي لتحقيق حلم الهلال الشيعي مستغلّة وصول لبنان إلى حافة الهاوية؟

بحث

الأكثر قراءة