ابنة الجاسوس ايلي كوهين تحاول إقحام الإمارات في مسألة استعادة رفات والدها... ما التفاصيل؟

التحري | نيرمين ظاظا | Sunday, January 1, 2023 12:44:32 PM


نيرمين ظاظا - التحري

على هامش تبدل المشهد على المسرح الإقليمي الدولي، وتغيّر المعطيات، طالبت "صوفي بن دور" ابنة الجاسوس الإسرائيلي في سوريا "إيلي كوهين"، من السلطات الإماراتية، بخاصة بعد اتفاقية التطبيع، التوسط لدى رأس النظام السوري "بشار الأسد"، لاستعادة رفات والدها من سوريا مخاطبة سفير الإمارات بتل أبيب لما تراه توجهاً من خلال قناة عربية لمساعدتها. وهي مناشدات ليست الأولى من نوعها لجهة مطالبة ذوي الجاسوس الأنجح للإحتلال الصهيوني.
فبإسم مستعار لشخص سوري غير موجود وبهوية مزورة، نفذ كوهين مهمات جاسوسية على مستوى عال من التغلغل في اعلى المراتب السياسية، وذلك في ظل تبدل الأنظمة من 1962 إلى 1965، من انهيار الوحدة إلى قيام نظام حزب البعث. ومنذ إعدامه في ساحة المرجة في دمشق في 18 مايو (أيار) 1965 لا تزال عائلته في إسرائيل تحاول استرداد جثمانه.

مناشدة الإمارات

"صوفي بن دور" ابنة الجاسوس إيلي كوهين، وجهت رسالة إلى دولة الإمارات وسفيرها في دولة الاحتلال طالبة التوسط لدى الرئيس السوري بشار الأسد بتسريح رفات والدها المحتجزة منذ إعدامه عام 1965 في سوريا، وذلك خلال مقابلة لها مع قناة " I24NEWS " والتي توجهت عبرها ولها بالقول: "آمل وأطلب عن طريق قناتكم وفي هذه المقابلة من الإماراتيين الذين لديهم دور كبير في إسرائيل والمجتمع الدولي أن يساعدوننا على الوساطة وعلى أن نصل لتفاهمات مع السوريين من أجل اعادة رفات والدي".
وبحسب ما ذكرت " I24NEWS"، فإن علاقة عائلة كوهين والسلطات الإسرائيلية شهدت توترا لفترة طويلة، وسط تراشق وتبادل تهم حول خلفية القبض على كوهين وكشف أمره في سوريا.

مناشدات سابقة

الأم سبقت الابنة، ففي العام 2018 وجهت أرملة كوهين رسالة تترجى فيها الرئيس السوري بشار الأسد إعادة رفات زوجها إلى إسرائيل، حيث قالت خلال كلمة ألقتها في مؤتمر دولي "أناشدكم وأتوسل إليكم أن تفرجوا عن رفات إيلي، راعوا ظروفنا واسمحوا لنا".
مستخدمةً لغة الاستعطاف والانسانية أضافت "بعثت بعشرات الرسائل لبشار الأسد وكذلك صور لأبنائنا وأحفادنا لتليين قلبه والإفراج عن جسد إيلي، بدون نتيجة".
وفي العام 2019 انتشرت شائعة عن نقل رفات إيلي كوهين من دمشق إلى تل أبيب عبر وفد روسي، لكن الخارجية الروسية نفت هذا الخبر.
الجاسوس "غير العادي" كان شخص مهم جداً بالنسبة لإسرائيل التي كرمته وافتتحت مؤخراً متحف يحمل اسمه واضعة فيه برقيته وساعته وكل ما يخصّه. فأهمية دوره كعميل إسرائيلي سري لوكالة المخابرات "الموساد" في سوريا، تحت الاسم المستعار "كمال أمين"، أن مهمته ارتبطت بنجاح احتلال مرتفعات الجولان، على خلفية معلومات قدمها بسرية ومن داخل الوسط السياسي الذي نجح في اختراقه، حول الانتشار العسكري السوري على خط تلك الجبهة التي زارها أكثر من مرة لكشف التحصينات العسكرية، الأمر الذي مكّن الجيش الإسرائيلي من احتلال المرتفعات.

57 عاماً مضوا على إعدام كوهين، واعوام عانت فيها سوريا مؤخراً من حرب داخلية ضروس انقلبت فيها الموازين رأساً على عقب... وحكومة العدو وعائلته يناشدون ويطالبون مراراً الحصول على رفات عظامه. واليوم، بعد محاولة التوسط من الباب العربي، السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن أن تفتح باب المفاوضات على استعادة رفات الرجل الذي يعتبره الموساد أهم صناعة جاسوسية إسرائيلية ونموذجاً في عملهم الأمني؟

بحث

الأكثر قراءة