جوازات سفر لـ"المحظيين"... المنظومة إذ "تحبس" اللبنانيين: موتوا بذلّكم!

التحري | فتات عياد | Saturday, April 30, 2022 4:32:47 PM
فتات عياد


قضي الأمر، لا جوازات سفر في لبنان "حتى إشعار آخر" فيما البلاد أشبه بسجن كبير، الخارج منه "محظي"، والعالق فيه "مجبور" إلى حين!

وفيما، يطلّ علينا بين الحين والآخر خبر "تحرير" اللواء عباس ابراهيم لمواطني لبناني من "ورطة" في بلد ما، يحتجز الأمن العام اللبناني مئات آلاف اللبنانيين في لبنان، وذلك بشكل رسمي.

إذ بعدما علّق الأمن العام أمس الأول، إصدار وتجديد جوازات السفر مع أنها "حق مقدس للمواطنين"، وعلّق بالتالي منصة استقبال طلبات الجوازات، رابطاً الأسباب بـ"تأمين التمويل اللازم لإبرام العقود اللازمة مع الشركة الفرنسية المعنية بعملية تجديد المخزون من جوازات السفر اللبنانية"، بات اللبنانيون محرومون علانية من حرية التنقل والسفر، مع كل ما يسببه هذا الحرمان من تداعيات تبدأ بمبدأ حرية التنقل ولا تنتهي بخسارة عام دراسي في الخارج أو الفرصة بخوض حياة جديدة بعيداً عن "جهنم" الذي يعيشه اللبنانيون...

الذل: أشكال وألوان

ولكل لبناني حصته من هذا الذل. في السياق، تشكو إحدى المواطنات قصتها لـ "التحري"، وهي التي على الرغم من حصولها أمس على قبول من إحدى الجامعات الفرنسية لمتابعة دراستها في الخارج، لم يتم شمولها في المواعيد المعطاة سلفاً عبر المنصة التي استحدثها الأمن العام مؤخرا ووعد بإنجاز مواعيدها المعطاة سلفاً، إذ "لم تستطع حجز موعد مسبق نظرا للشروط المستعصية، ومن بينها قبول الجامعة والذي لم أكن قد نلته بعد".
وإذ تدرك من جانبها أن "اللي متلي أمتال ومتايل"، تسأل "من يتحمل مسؤولية حرماني حقي بالتعلم في الجامعة التي أريد؟ ولماذا أدفع ثمن فساد المنظومة ونهبها للدولة، تهديداً لتحصيلي العلميّ؟".

وفي مقال سابق، كان عرض موقع "التحري" معاناة أم لبنانية لم يمنحها الأمن العام "استثناء" لإصدار جواز سفر لطفلها الرضيع الذي شاء القدر أن تلده في لبنان، لـ"تعلق" وإياه فيه، وها هي بعيدة عن بيتها الزوجيّ الكائن في السعودية، رغماً عنها وعن زوجها، بعد أن خيرت بين بترك ابنها الذي لم يتجاوز عمره الستين يوماً، وحيداً في لبنان، أو البقاء لمدة أشهر ريثما يحل موعد ابنها على المنصة!

والأمثلة على الذل والمعاناة بل و"الضرر" الذي يتسبب به قرار كهذا بالآلاف، لا بل أنّ بعض الوظائف والمنح في الخارج لا يتم إتمام عملية تقديم الطلبات لها إلا عبر إرفاق رقم جواز سفر صالح، ما يعني أن آلاف اللبنانيين اليوم محرومون من فرص التعلم والعمل في الخارج، بسبب توقف إصدار الجوازات وتجديدها في الأمن العام.

ناس بسمنة... ناس بزيت

رهائن في وطنهم، هو شعور اللبنانيين اليوم الذين تجبرهم المنظومة على عدم مغادرة بلادهم، بعدما سرقت أموال المودعين وأفلست الدولة وبات تمويل جوازات السفر متوقفاً على قرار سياسي منها.

لكنّ المنظومة الوقحة، وكعادتها، تستمر بمعاملة اللبنانيين "ناس بسمنة وناس بزيت" على قاعدة أن هناك "محظيين" في شبكتها الزبائنية. ولعلّ ما قاله وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الذي لم يكتمل نصاب جلسة طرح الثقة به أمس، لخير دليل على ذلك، فالوزير المحسوب على التيار العوني الذي يصب كل طاقاته لعرقلة انتخابات المغتربين، قال اليوم ما حرفيته "من يريد المجيء الى لبنان سيتأمّن له الباسبور الخاص بالانتخابات". وطبعاً، من المرجح أن يتم تسهيل هذا الحق، للمحسوبين على هذا الفريق، دوناً عن غيرهم، على قاعدة أن صوتهم "تقله دهب" في ميزان الحسابات العونيّ...

ودوماً على قاعدة أنّ المنظومة الحاكمة "لا بترحم" و"لا بتخلي رحمة الله تنزل"، ها هي اليوم تحجز على اللبنانيين المقيمين في لبنان -رغماً عنهم- ليعيشوا الذل والقهر والفقر، وحتى من زج منهم زجاً في البحر بمراكب الهجرة غير الشرعية، تجدها له بالمرصاد، وما مركب طرابلس الغارق، إلا نموذج على ذلك.

بحث

الأكثر قراءة