هل يكذب حزب الله بحجم وكميات الوقود الإيراني؟

التحري | | Friday, September 17, 2021 9:25:03 PM


فتات عياد-التحري

لم يكن ينقص حزب الله سوى انتصار وهمي جديد يعتاش عليه بضعة أشهر جديدة، لضمان خضوع بيئته الحاضنة له، أقله حتى استحقاق الانتخابات النيابية، فتمردها يعني انتهاءه سياسياً، إذ أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي، ولو أتت بكل مازوت العالم، وأدخلته إلى لبنان!

وبعد أن أوحى الحزب لأشهر طويلة بأن أزمة لبنان الاقتصادية مردها إلى حصار أميريكي يستهدفه، مبرّئاً الطبقة السياسية من الانهيار الحاصل ، وناسباً لنفسه المظلومية، استجداءً لعطف شارعه المتململ على وقع الفقر والعوز والانتظار في طوابير الدواء والاستشفاء والبنزين، ها هو اليوم يرحب بصهاريج المازوت الإيراني، ناسباً -براءة اختراع حل شح هذه المادة في السوق لنفسه- مظهّراً نفسه "منقذاً"، بعد أن ساهم لأشهر في عمليات تهريب البنزين والمازوت اللبنانييين الى سوريا، مستنزفاً سياسة الدعم لمصلحة النظام السوري، على حساب الشعب اللبناني!

ولا يكتفي الحزب بالتسويق لسوريا الأسد والحصار الإيراني للبنان من بوابة المعابر غير الشرعية، التي تغاضت الدولة عنها "ذهاباً" عندما هُرِّب المازوت من لبنان الى سوريا، وها هي تتغاضى عنها اليوم "إياباً" عندما أرجع الحزب "فتاتاً" مما أخذه، بل أن الحزب "يملّح" و"يبهّر" انتصاره الدونكيشوتي، مضخماً كمية المازوت الذي أدخله للبنان، رافعاً من مستوى "الإبهار" لدى جمهوره!

وفي التفاصيل، فقد قال أحمد ريا، المسؤول الإعلامي في حزب الله، إن الشحنة هي الدفعة الأولى من 13.2 مليون غالون لسفينة إيرانية تم تسليمها لميناء بانياس في سوريا، هذا الأسبوع. أما الباقي فسوف يستغرق أياماً عدة لتفريغه ونقله إلى لبنان.

لكن في المقابل، قدر موقع TankerTrackers.com، وهو مجموعة تتعقب شحنات النفط العالمية، أن السفينة تحمل أقل من ثمانية ملايين غالون.
وهذا الموقع المتخصص، من المستبعد أن يتخطى هامش الخطأ لديه فارقا كبيرا كنسبة ٨ ملايين غالون و١٣ مليونا، أي ٥ ملايين غالون مازوت، أي أكثر من ربع النسبة الحقيقية!

وعلى وقع الأهازيج والأرز المنثور على صهاريج الوصاية الإيرانية، ها هي وزارة الطاقة تنشر اليوم جدولا جديدا للأسعار أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله انه بانتظاره بهدف تسعير صفيحة مازوت الحزب المخصصة للبيع!

واذ رفع الدعم نهائياً عن المازوت، فإن حزب الله سيستغل فارق الأسعار، ويضارب على السوق، لكن هذه كلفة "محمولة" أمام كلفة الانتصار الوهمي لإيران في لبنان، على حساب السيادة!

بحث

الأكثر قراءة