ميقاتي بين زيف الإصلاح و"دموع التماسيح": حكومة بعنوان "ابكوا بترتاحوا"!

التحري | مريم مجدولين اللحام | Friday, September 10, 2021 9:58:54 PM
مريم مجدولين اللحام


مريم مجدولين اللحام - التحري
كاريكاتير وليد شهاب

لا تعدو "دموع ميقاتي" ولا عبارات التعاطف مع المواطن اللبناني خلال إعلانه عن تشكيل الحكومة الجديدة، كونها دموع تماسيح لا غير، وعبارات استعاطف ليس الهدف منها التضامن مع الناس بقدر ما ترمي إلى الغمز من جانب التسوّل من المجتمع الدولي، وتوسّل الرضى من المحيط العربي. قمّة الانتهازية والبلاهة والخيانة لطموحات الناس، في آن... وحكومة بعنوان "ابكوا بترتاحوا"!

اذرفوا الدموع، "من القلب" فحقيقة ما جرى هو اعتداء عوني بَنَفَسٍ شعبويٍ سلطويٍّ على الدستور والطائف، ضمن نسق إقليمي و"توافق دولي" هجين، لبشار الأسد فيها جورج قرداحي ولأميركا أمين سلام. فكان للفريق العوني الثلث المعطل وللبقية أدوار هزيلة خرقتها امرأة واحدة من أصل أصل 24 وزيراً، هي وزيرة "رفع العتب" لشؤون التنمية الإداريّة نجلاء رياشي، والتي تعتبر أوّل امرأة في الحكومات الثلاث التي شكّلها ميقاتي في مسيرته السياسيّة أجمع.

وبعيداً عن الخوض في البرنامج الحكومي "الموجود في ذهنه" منذ منتصف آب، والذي لم يعلن عن تفاصيله بعد...ارتجل ميقاتي كلمة من قصر بعبدا على عكس ما جرت العادة بتلاوة الرئيس المكلف لبيان مكتوب معد مسبقاً. وبدا كلام ميقاتي "شاعريا"، بل اكثر من ذلك، بان ميقاتي مواطناً مسحوقاً من دولته، يعيش عيشة الفقراء والمعوزين، لا زعيماً مناطقياً وجزءاً من الطبقة السياسية المتهمة بالإخفاق. كل ذلك، ولم يكتف ميقاتي بالشكل، بل أطلق الحكومة الرابعة من ولاية ميشال عون الرئاسيّة ببكاء، ومسرحية تافهة تليق بمسرح الأونيسكو حيث يلتقي نواب الأمة عادة، وتوزع أوسكارات التمثيل.

هكذا بين ليلة وضحاها، لم يجد ميقاتي أدنى حرج في اللجوء إلى الإستجداء والشحاذة السياسية مبشراً بالملايين التي ينوون اقتراضها ونهبها ثم تحميل كلفتها للناس قائلاً "لن نترك ثانية، إلا سنوفرها ونستغلها لنتصل بالمؤسسات الدولية لتأمين الحاجات الاساسية للبنان" لافتاً إلى أن هناك خطة ستطرحها الحكومة بأسرع وقت "لإنقاذ لبنان" …خطة ستأتي بعد اختيار الوزراء لا قبل... والفشل واضح من "أوّله"... فـ"ابكوا بترتاحوا"!

بحث

الأكثر قراءة