صراع باسيل-سلامة: لمن ستكون الضربة القاضية على لبنان؟

حقوق الناس | مريم مجدولين اللحام | Thursday, August 12, 2021 11:07:48 PM
مريم مجدولين اللحام


مريم مجدولين اللحام

بين أضحوكتَيْ "العهد القوي" و"اللّيرة بخير"، منظومة تتهاوى على رؤوس اللّبنانيين، وسياسات فاجرة لطرفيّ النزاع وليدة محاصصات وهندسات ماليّة تتخبّط بين فريق باسيل وفريق سلامة تحت عنوان: "الأمر لي"... ليرد الآخر "لا، بل هي لي". ملاكمة علنية والرابح يُكافئ بما تبقى من لبنان المنكوب أما حزب الله فيدير الرهانات وقصّ الأرباح مهما كانت النتائج. من سينال شرف إنهاء الوطن قبل الآخر؟ وهل ستكون الضربة القاضية لرفع الدعم أم ستكون لتشكيل حكومة ميقاتي؟

مرت الجولة الأولى من المباراة على الحزام الذهبيّ لمعركة "المغانم" على تعادل. لا غالب ولا مغلوب حتى الآن. الشعب يترقّب، حيث يلتقي الجميع حول كعكة السّلطة التي يجري تقاسمها. ومصير اللبنانيين معلّق في حلبة الصراع تأخذهم تارة نحو تهديد "رفع الدعم والوصول إلى مجاعة" وتارة أخرى إلى "التعطيل" والبقاء على تصريف أعمال مشبوه وإن تم الإتفاق بين الفريقين على مصالحة فستكون بتشكيل حكومة فساد على شاكلة سابقاتها. أي، أن المواطن يتجه إلى جهنم في كل السيناريوهات.

الإقلاع نحو جهنم محسوم. أما النزال فهو فقط على سُرعة الوصول.
إن حقق تهديده "سلامة"، ورفع الدعم، كُسر العهد القوي وتوجهت البلاد نحو مجهولٍ لا دور للتيار فيه. "باي باي تيار". وإن استطاع "باسيل" تلقف لكمة سلامة في صدره، وهو المرجح، فسيلين ويتنازل عن "التعطيل والثلث المعطل والطلبات التعجيزية" مقابل تأجيل رفع الدعم وتشكيل حكومة تستطيع الاستحصال على أموال خارجية من البنك الدولي والدول المانحة والتي هي أصلاً مشروطة بإصلاحات مشكوك بأمر تحقيقها. على أن يتم إعادة جدولة المحاصصات وتخفيض حصة باسيل.

وفي حال نجحت ضربة "باسيل" لـ"سلامة"، فستكون عبر محاولته الضغط بالشارع وتقليب الرأي العام المخنوق وتصوير سلامة على أنه السفاح الذي يقوم بحرب اقتصادية عليه وأنه هو "فقط" من يذلّ الناس وأن قراره كحاكم مصرفي ّ"قاتل" و"يُفجر البلاد" مشيراً إلى أن "هناك من يسعى لنسف الجوّ الإيجابي بين رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس الحكومة المكلّف".

وبالفعل، بدأت الاستيراتيجيّة الهجوميّة، عبر تنفيذ التيار الوطني الحر وقفة احتجاجيّة أمام منزل سلامة رفضاً لقرار رفع الدعم. وبما أن باسيل لا يملك غلبة شعبيّة لتقوم بهذه المهمة، نراه يستخدم بطاقة الطاقة، والكهرباء والمازوت إذ يحجب الحلول لتسريع "صرخة الناس". وهنا، نلاحظ التأخير المقصود والمماطلة في استقدام الوزير غجر للنفط العراقي وفتح باب المناقصات. ولهذا، نرى قطع للطرقات من الشمال إلى الجنوب. حتى ممن لا ينتمون إلى فريقه.

الجميع يجلد بالشّعب. ويستخدم أوجاعه سلاحاً في وجه فريق الخصم.

حزب الله، يجلس على مقاعد الاحتياط، يشجع فريق حليفه إنما لا يتدخل. ويتمنى الأفضل لشقيقه في الثنائية الشيعية ولا يدعمه. يُشعر الجميع بأنه داعم لهم وهو يراهن على اللعبة ككل، بحيث إن فاز الحليف فهو رابح وإن فاز الشقيق فهو رابح. إن رُفع الدعم، فهو البعيد كل البعد عن المنظومة المالية ولديه متنفّسه الخاص. وإن شُكلت الحكومة تحاصص، وإن ربح باسيل فهو حاكم.

بالمحصّلة وفي الفضاء المنهار والمضطرب لما بات عليه لبنان من هذه المشهدية، لم يعد هناك ما يدفع إلى الاعتقاد بإمكانية وجود حل جذري وفعلي. لا من قريب ولا من بعيد. فما يجري حقيقةً، وفي الكواليس، وفي الواقع العياني المكشوف، وفي ضوء اجتماعات ميقاتي-عون وسلامة-عون، وغيرها في القصر: "صراع سيطرة بين طرفي شد الخناق على لبنان".

بحث

الأكثر قراءة